الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

يا ستي ابنك مش غبـي !!




تنتشر بعض المعتقدات الخاطئة أن الذكاء الإنساني واحد، و أن الشخص الذي يقال عنه إنه ذكي فهو ذكي في كل أمور الحياة، ومن يقال عنه إنه ليس ذكيا أو ذكاؤه محدود فهو لا يصلح إلا في أمور محدده، وهذا الاعتقاد رسخته مجموعة من النظريات التي اختزلت القدرات والإمكانات الإنسانية في الذكاء اللغوي أو المنطقي الرياضي، بحيث أصبح الإنسان نصف ذكياً، وأن ذلك الشخص الذي يتوفر له إمكانيات لغوية في التعبير والتركيب والصوت والتداول اللفظي، أو الشخص الذي يستنتج ويستنبط ويستعمل الاستدلال المنطقي المجرد أو البراهين الرياضية المعقدة يعتبر شخص ذكي ويقاس نسبة ذكاءه علي حسب ما تقيسه اختبارات الذكاء.


ولكن ظهرت في السنوات الأخيرة وفي سنه 1983 بالتحديد نظرية حديثة في الذكاء والتي أقرت بوجود ذكاءات متعددة لدي الفرد، وإنه يمكنه تنمية تلك الذكاءات بعده وسائل، كما إنها تنشط عبر الخبرات المبكرة وهي نقطة التحول في تنمية مواهب الشخص وقدراته، علي سبيل المثال حين كان إنيشتين في الرابعة من عمره أطلعه والده علي بوصلة ممغنطة، وقد قال إينشتين فيما بعد وهو راشد أن هذه البوصلة أعطته الرغبة في أن يستقصي ألغاز الكون، وهذه الخبرة في الأساس نشطت عبقريته النائمة، ودفعته إلي البدء في رحلته نحو الكشوف، وإن كانت هناك خبرات مبكرة يكتسبها الطفل، فهناك خبرات تؤدي إلي وقف نمو الذكاءات المتعددة مثل أن يكون طفل يقدم عمل مبدع إلي مدرسه فيهينه أمام زملاؤه، أو طفل آخر يحاول العزف علي آله موسيقيه فيوبخه والده، ويطلب منه التوقف عن الإزعاج، فبذلك هي عملية قابلة إما للنمو، أو التوقف والتام.

والذكاءات السبع هي:
1- الذكاء اللغوي 
يتضمّن الذكاء اللغوي حساسية الفرد للغة المنطوقة والمكتوبة ، القدرة على تعلّم اللغات ، والقدرة على استعمال اللغة في تحقيق بعض الأهداف . وتشتمل هذه الذكاءات على القدرة على استعمال اللغة للتعبير عمّا يدور في النفس بشكل بلاغي أو شاعري ؛ واللغة تعني تذكّر المعلومات . الكتّاب والشعراء والمحامون والخطباء يمتلكون بشكل كبير هذا النوع من الذكاء . 

2- الذكاء المنطقي الرياضي 
يشتمل الذكاء المنطقي الرياضي على : القدرة على تحليل المشكلات منطقياً ، تنفيذ العمليّات الرياضية ، وتحرّي القضايا علمياً . وكذلك القدرة على اكتشاف الأنماط والاستنتاج والتفكير المنطقي . هذا النوع من الذكاء يرتبط غالباً بالعلوم والتفكير الرياضي .

3- الذكاء الموسيقي ( الصوتي أو النغمي ) 
تضمّن الذكاء الموسيقي مهارة في الأداء ، التركيب وتذوّق الأنماط الموسيقية ، وأيضاً القدرة على التعرّف وإعداد الدرجات الموسيقية والنغمات والإيقاعات .

4- الذكاء الجسمي الحركي
يستلزم الذكاء الجسمي الحركي إمكانية استخدام كامل الجسم أو أجزاء منه لحل المشكلات ، والقدرة على استخدام القدرات العقلية لتنسيق حركات الجسم . ويرى جاردنر أنّ النشاط العقلي والطبيعي ذو علاقة بهذا النوع من الذكاء . 

5- الذكاء المكاني 
يشتمل الذكاء المكاني على إمكانية التعرّف واستعمال الأماكن المفتوحة ، وكذلك المساحات المحصورة . 

6- الذكاء بين الشخصي ( الاجتماعي )
الذكاء بين الشخصي يهتّم بالقدرة على فهم نوايا ودوافع ورغبات الآخرين ، إنّه يسمح للجميع للعمل بفاعلية مع الآخرين . المربون ومندوبو المبيعات ورجال الدين والقادة السياسيون والمستشارون يحتاجون إلى شكل متطوّر من هذه الذكاءات . 

7- الذكاء الشخصي ( الذاتي ) 
يستلزم الذكاء الشخصي الذاتي القدرة على فهم النفس ( الذات ) ، أن يقدّر الفرد مشاعره ومخاوفه ودوافعه . ومن وجهة نظر جاردنر لابد وأن نمتلك نموذج عملي فعّال عن أنفسنا ، بحيث نكون قادرين على استعمال المعلومات في حياتنا . 

يرى جاردنر أنّ الذكاء البين شخصي والشخصي يمكن التعامل معها كقطعة واحدة ؛ بسبب علاقتهما المتينة في معظم الثقافات ، فهما يرتبطان ببعض في أغلب الأحيان . ويؤكد جاردنر أنّ هذه الذكاءات السبع نادراً ما تعمل بشكل مستقل ، فهي متمّمة لبعضها البعض ، وغالباً ما تعمل في نفس الوقت عندما يستخدم الفرد مهاراته أو يحل مشكلاته .



هل هناك ذكاءات جديدة ؟
بعد أن أعلن جاردنر عن هذه الذكاءات السبع في عام 1983م ، بدأت تدور الكثير من المناقشات بين أوساط المهتمين ، هل هناك ذكاءات جديدة يمكن أن تضاف ؟ أم أنّ هناك ذكاءات أوردها جاردنر يمكن أن تحذف ؟ وفي الحقيقة فقد أضاف جاردنر فيما بعد ثلاثة أنواع من الذكاءات وهي : الذكاء الطبيعي والذكاء الروحي ( الوجداني ) والذكاء الوجودي الإنساني ( الأخلاقي ) .

اقرأ أيضا:
(لفتح أكثر من موضوع في صفحة جديدة اضغط ctrl  مع الضغط على الرابط)
صراع الجبابرة في التدريس للأبناء
عشر كلمات تدمر نفسية الطفل اجتنبوها
طرق عقاب الطفل في المراحل العمرية المختلفة

للمزيد تابعونا على الفيسبوك:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق